الـــغـــريـــب مراقب
رقم العضوية : : 6 عدد المساهمات : 663 نقاط : 11459 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 21/05/2011
| موضوع: قصة كعب بن زهير الثلاثاء يوليو 26, 2011 5:00 pm | |
| قصة كعب بن زهير
قال ابن إسحاق : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف كتب بجير بن زهير إلى أخيه كعب : يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه ، وأن من بقي من شعراء قريش - ابن الزبعرى ، وهبيرة بن أبي وهب - قد هربوا في كل وجه . فإن كان لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائبك . وكان قد قال : -
ألا بلغـــا عنـــي بجـــيرا رســالة | | فهل لك فيما قلت ؛ ويحك هل لكا ؟ | فبيـن لنـا , إن كـنت لست بفاعل | | علـى أي شـيء غـير ذلـك دلكـا ؟ | - ص 223 - علـى خـلق لـم تلـف أمـا ولا أبا | | عليــه . ولــم تلـق عليـه أخـا لكـا | فإن أنت لم تفعل . فلست بآسف | | ولا قــــائل , إمــــا عـــثرت : لعالكـــا كلمة يدعى بها لإقالة العاثر من عثرته . | سـقاك بهـا المـأمون كأسـا روية | | وأنهلــك المــأمون منهــا وعلكــا | |
فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سقاك بها المأمون ، صدق والله . وأنه لكذوب ، أنا المأمون " ولما سمع " على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه " قال : " أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه . ثم قال بجير بن زهير : -
مــن مبلـغ كعبا , فهل لك في التي | | تلـــوم عليهــا بــاطلا , وهــي أحـزم ؟ | إلـى اللـه - لا العـزى ولا اللات - وحده | | فتنجــــو إذا كــان النجــاء وتســلم | لــدى يـوم لا ينجـو , وليس بمفلـت | | مـن الناس إلا طاهر القلب مسلم | فـــدين زهــير - وهـو لا شـيء - دينـه | | وديـــن أبـي سـلمى علـي محـرم | |
- ص 224 - فلما بلغ كعبا ضاقت عليه الأرض . وأشفق على نفسه ، فلما لم يجد من شيء بدا ، قال قصيدته التي مدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خرج حتى قدم المدينة . فنزل على رجل كان بينه وبينه معرفة . فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر لي أنه قام فجلس إليه - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه - فقال : يا رسول الله ، إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائبا مسلما ، فهل أنت قابل منه ، إن أنا جئتك به ؟ قال : " نعم " : قال : أنا كعب بن زهير . فحدثني عاصم بن عمرو : أنه وثب عليه رجل من الأنصار . فقال : يا رسول الله ، دعني وعدو الله أضرب عنقه . فقال : " دعه عنك ، فقد جاء تائبا نازعا عما كان عليه فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار ، وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير . فقال قصيدته التي أولها : -
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول | | متيــم إثرهــا لــم يفــد مكبــول | |
ومنها :
أمسـت سعاد بأرض لا يبلغها | | إلا العتاق النجيبات المراسيل | |
إلى أن قال :
تسـعى الغواة جنابيها , وقولهمو : | | إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول | |
وقال
كــــــل صـــــديق كـــــنت آملـــــه | | لا ألهينـــك إنــي عنــك مشـغول | فقلــت : خـلوا سبيلي لا أبا لكمو | | فكـــل مــا قــدر الرحــمن مفعـول | نبئــت أن رســول اللــه أوعـدني | | والعفــو عنـد رسـول اللـه مـأمول | - ص 225 - مـهلا , هداك الذي أعطاك نافلة ال | | قــــرآن فيهـــا مــواعيظ وتفصيــل | لا تـــأخذني بـأقوال الوشـاة . ولـم | | أذنـــب , وإن كــثرت فــي الأقــاويل | |
إلى أن قال :
إن الرســـــول لنـــــور يســـــتضاء بــــه | | وصـــارم مـــن ســـيوف اللــه مســلول | فـــي فتيــة مــن قــريش قــال قــائلهم | | ببطــــن مكــــة - لمــــا أســـلموا - زولـــوا | زالـــــوا . فمــــا زال إنكـــاس ولا كشـــف | | عنــــــد اللقـــــاء , ولا ميـــــل معـــــازيل | يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم | | ضـــــرب إذا عــــرد الســــود التنــــابيل | شــــم العــــرانين , أبطــــال لبوســـهمو | | مــن نســج داود فــي الهيجـا سـرابيل | ليســـوا مفـــاريح إن نــالت رمــاحهمو | | قومــــا , وليســــوا مجازيعــــا إذا نيلــــوا | لا يقــــع الطعــــن إلا فـــي نحـــورهمو | | ومــا لهــم عــن حيـاض المـوت تهليـل | |
قال عاصم بن عمرو : فلما قال : إذا عرد السود التنابيل ، وإنما عنانا معشر الأنصار ، فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار : - - ص 226 -
من سره كرم الحياة فلا يزل | | في مقنب من صالح الأنصار | ورثـوا المكـارم كابرا عن كابر | | إن الخيـار همـو بني الأخيار | الذائدين الناس عن أديانهم | | بالمشـرفي وبالقنـا الخطـار | والبـائعين نفوسـهم لنبيهم | | يــوم الهيــاج وفتنــة الكفــار | والنــاظرين بــأعين محــمرة | | كــالجمر غـير كليلـة الإبصـار | والبـاذلين نفوسـهم لنبيهم | | للمــوت يــوم تعــانق وكــرار | يتطهـرون , يرونـه نسـكا لهـم | | بدمـاء مـن علقوا من الكفار | قـوم إذا خـوت النجوم فإنهم | | للطــارقين النـازلين مقـاري |
| |
|