الـــغـــريـــب مراقب
رقم العضوية : : 6 عدد المساهمات : 663 نقاط : 11459 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 21/05/2011
| موضوع: وفود العرب إلى رسول الله الثلاثاء يوليو 26, 2011 5:05 pm | |
| وفود العرب إلى رسول الله
ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ، وأسلمت ثقيف . ضربت إليه أكباد الإبل ، تحمل وفود العرب من كل وجه ، في سنة تسع . وكانت تسمى : سنة الوفود . قال ابن إسحاق : وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذلك : أن قريشا كانوا إمام الناس وهداتهم ، وأهل البيت والحرم ، وصريح ولد إسماعيل عليه السلام ، وقادة العرب لا ينكرون ذلك . وكانت - ص 235 - قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما افتتحت مكة ، ودانت له قريش . عرفت العرب : ألا طاقة لهم بحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا عداوته ، فدخلوا في دين الله أفواجا . كما قال تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا سورة النصر . . وفد بني تميم
فقدم عليه عطارد بن حاجب التميمي ، في أشراف من بني تميم ، جاءوا في أسرى بني تميم ، الذين أخذتهم سرية عيينة بن حصن الفزاري في المحرم من هذه السنة . وكان عيينة قد أخذ أحد عشر رجلا ، وإحدى وعشرين امرأة ، وثلاثين صبيا . وساقهم إلى المدينة . فقدم رؤساء بني تميم فيهم . فلما دخلوا المسجد ، نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات - وهو في بيته - أن اخرج إلينا . فآذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنزل الله فيهم : إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم الآيتان 4 ، 5 من سورة الحجرات . . فلما خرج إليهم قالوا : جئنا لنفاخرك ، فائذن لشاعرنا وخطيبنا . قال : " أذنت لخطيبكم " فقام عطارد . فخطب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس : " قم ، فأجب الرجل " فقام ثابت فخطب وأجابه . وقام الزبرقان بن بدر فقال :
نحــن الكــرام , فلا حــي يعادلنــا | | منـا الملـوك وفينـا تنصـب البيـع | - ص 236 - وكـم قسـرنا مـن الأجياد كلهمو | | عنــد النهــاب , وفضــل العـز يتبـع | ونحن يطعم عند القحط مطعمنا | | مـن الشـواء إذا لم يؤنس القزع القزع جمع قزعة - بالتحريك - قطع السحاب المتفرقة . . | |
إلى أن قال : -
إنـا أبينـا , ولا يأبى لنا أحد | | إنا كذلك عند الفخر نرتفع | |
في أبيات ذكرها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان : " قم ، فأجب الرجل " فقام ، فقال :
إن الــــذوائب مـــن فهـــر وإخـــوتهم | | قــــد بينـــوا ســـننا للنـــاس تتبـــع | يـرضى بهـا كـل مـن كـانت سـريرته | | تقـــوى الإلــه , وكــل الخــير يصطنــع | قــــوم إذا حـــاربوا ضـــروا عدوهمـــو | | أو حـاولوا النفع في أشياعهم نفعوا | ســـجية , تلــك منهــم غــير , محدثــة | | إن الخــلائق - فــاعلم - شــرها البــدع | إن كان في الناس سباقون بعدهمو | | فكــل ســبق لأدنــى ســبقهم تبـع | |
- ص 237 - إلى أن قال : -
لا يبخـلون علـى جـار بفضلهمو | | ولا يمســهمو مـن مطمـع طبـع | لا يفخــــرون إذا نـــالوا عـــدوهم | | وإن أصيبـــوا فلا خـــور ولا هلــع | نسـمو إذا الحـرب نالتنا مخالبها | | إذا الزعانف من أظفارها خشعوا | |
إلى أن قال : -
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم | | إذا تفـــرقت الأهـــواء والشـــيع | أهدى لهم مدحتي قلب , ووازره | | فيمـا أحـب : لسـان حـائك صنـع | |
وقال الزبرقان أيضا : -
أتينـاك كيمـا يعلـم النـاس فضلنا | | إذا احتفلوا عند احتضار المواسم | فإنـا ملـوك الناس في كل موطن | | وأن ليس في أرض الحجاز كدارم حي من تميم ينسبون إلى أبيهم دارم بن مالك بن حنظلة . | وإنــا نــذود المعلميــن إذا انتخـوا | | ونضــرب رأس الأغيــد المتفـاخم | وأن لنــا المربــاع المرباع : ربع ما يأخذون من الغنيمة . كان يأخذه السيد والرئيس المطاع ، ولو لم يحضر الوقعة . فــي كـل غـارة | | تغـــير بنجـــد , أو بــأرض الأعــاجم | |
- ص 238 - فأجابه حسان بن ثابت رضي الله عنه : -
هل المجد إلا السؤدد العود والندى | | وجـــاه الملــوك , واحتمــال العظــائم ؟ | نصرنــــا وآوينــــا النبــــي محــــمدا | | علــى أنــف راض مــن معـد وراغـم | |
إلى أن قال : -
ونحــن ضربنـا النـاس حـتى تتـابعوا | | علــى دينــه بالمرهفــات الصــوارم | ونحـــن ولدنــا مـن قـريش عظيمهـا | | ولدنــا نبــي الخــير مـن آل هاشـم | بنــــي دارم , لا تفخـــروا . إن فخـــركم | | يعـــود وبـــالا عنـــد ذكـــر المكـــارم | هبلتــــم , علينــــا تفخـــرون ؟ وأنتـــم | | لنـــا خـــول . مــا بيــن ظــئر وخــادم | فــإن كنتمــو جـئتم لحـقن دمـائكم | | وأموالكم : أن تقسموا في المقاسم | فلا تجــــعلوا للــــه نــــدا . وأســـلموا | | ولا تلبســــوا زيـــا كـــزي الأعـــاجم | |
فلما فرغ حسان ، قال الأقرع بن حابس : إن هذا الرجل لمؤتى . - ص 239 - لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعره أشعر من شاعرنا ، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا . فلما فرغ القوم أسلموا ، وجوزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم .
| |
|