ألا أبلــــــغ أبـــــا بكـــــر رســـــولا | | وســـــكان المدينـــــة أجمعينـــــا |
فهـــل لكمـــو إلـــى نفـــر يســير | | قعــــود فــــي جواثــــا محصرينـــا |
كـــأن دمـــاءهم فـــي كـــل فـــج | | شعاع الشمس يغشى الناظرينا |
توكلنـــــا علــــى الرحــــمن إنــــا | | وجدنــــــا النصــــــر للمتوكلينـــــا |
|
فمكثوا على ذلك محصورين فسمع العلاء وأصحابه ذات ليلة لغطا في العسكر فقالوا : لو علمنا أمرهم ؟ فقال عبد الله بن حذف : أنا أعلم لكم علمهم فدلوه بحبل . فأقبل حتى يدخل على أبجر العجلي - وأمه منهم - قال ما جاء بك ؟ لا أنعم الله بك عينا .
قال جاء بي الضر والجوع وأردت اللحاق بأهلي ، فزودني . فقال أفعل على أني أظنك والله غير ذلك . بئس ابن الأخت أنت سائر الليلة . فزوده وأعطاه نعلين . وأخرجه من العسكر وخرج حتى برز . فمضى كأنه لا يريد الحصن حتى أبعد . ثم عطف . فأخذ بالحبل فصعد .
- ص 291 - فقالوا : ما وراءك ؟ قال : تركتهم سكارى ، وقد نزل بهم تجار معهم خمر ، فاشتروا منهم . فإن كان لكم بهم حاجة فالليلة .
فنزلوا إليهم . فبيتوهم فقتلوهم . فلم يفلت منهم أحد .
ووثب الحطم فوضع رجله في الركابات وجعل يقول : من يحملني ؟ فسمعه عبد الله
وعند ابن جرير : أن عفيف بن المنذر قطع فخذه ، ولم يجهز عليه ، وأن قيس بن عاصم هو الذي أجهز عليه . بن حذف . فأقبل يقول : أبا ضبيعة ؟ قال : نعم . قال : أنا أحملك ، فلما دنا منه قتله . وقطعت رجل أبجر العجلي . فمات منها .
وانهزم فلهم فاعتصموا بمفروق الشيباني .
ثم سار العلاء إلى مدينة دارين فقاتلهم قتالا شديدا ، وضيق عليهم . فلما رأى ذلك مخارق ومن معه قالوا : إن خلوا عنا رجعنا من حيث جئنا .
فشاور العلاء أصحابه فأشاروا بتخليتهم . فخرجوا فلحقوا ببلادهم . وطلب أهل دارين الصلح . فصالحهم العلاء على ثلث ما في أيديهم من أموالهم وما كان خارجا منها فهو له .
وطفقت بكر بن وائل تنادي : يا عبد القيس أتاكم مفروق في جماعة بكر بن وائل . فقال عبد الله بن حذف :