حكاية عطر
رقم العضوية : : 5 عدد المساهمات : 625 نقاط : 11077 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 20/05/2011
| موضوع: **(الكنــــــــز العظيـــــــم)** الجمعة مايو 27, 2011 12:45 am | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
لو قيل لك – أخي القارئ الكريم – بأنه يوجد في الأرض كنزٌ عظيم جداً ، ومن يجد هذا الكنز فإنه سيملك الأرض كلها وسيعيش حياة سعيدةً إلى الأبد ، ألا يجعلك هذا الأمر تبذل كل ما تملك للحصول على هذا الكنز؟ ستكون إجابتك الحتمية هي " بلى " ، وستزيد وتقول بأنك لن تألوا جهداً مهما كان في الحصول على هذا الكنز العظيم والمحافظة عليه،لا سيما وأنك علمت أن ستة مليار نسمة من البشر يبحثون عن هذا الكنز.
لا أخفيك – أخي القارئ- أن هذا الكنز العظيم الذي يبحث عنه الكثير من البشر، هو تلك المادة التي بها حياة ملك الجوارح (القلب ) ، وهذه المادة هي " الإيمان بالله " ، نعم " الإيمان بالله عز وجل" ، "الإيمان بوجوده" جل جلاله فوق السماء السابعة وأنه مستوي على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته ، وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا يعجزه شيء فيهما، وكذلك "الإيمان بربوبيته" وأنه رب كل شيء ومليكه والمتصرف فيه، " والإيمان بألوهيته " وأنه هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي ليس لهذا الكون بمن فيه إلهٌ غيره ، " والإيمان بأسمائه وصفاته " وأن له الأسماء والصفات الحسنى والكاملة من غير تحريف ولا تكييف ولا تأويل ولا تعطيل.
فإنه إذا تغلغل الإيمان بالله عز وجل في قلب الإنسان أبصر الحقيقة التي من أجلها خُلِق ناصعةً أمامه وواضحة لا لبس عليها ولا غبار ، وأصبح يرى بنور الله جل جلاله ، وعلم أن الذي أوجده في هذه الدار الفانية إنما أوجده لحكمة سامية وعظيمة جدّا، وردت في كتاب الله المقدّس " القرءان الكريم " في سورة الذاريات الآية 56 ، قال تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون)
فمن إنشغل بالحكمة الأساسية التي من أجلها خلقه الله عز وجل فقد حقق مُراد الله سبحانه وتعالى ، ومن حقق مراد الله جل وعلا -الخالق لهذا الكون- فقد أصبح من أسعد الناس ، لذلك فإن أسعد القلوب هي القلوب التي إمتلأت بحب الله عز وجل وأصبح ذكره يملأ قلوبها فأصبحت سعيدة به مطمئنة بذكره جل شأنه ، قال تعالى ( الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال تعالى ( ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيء عليم) ولا يمكن أن تتحقق الهداية والطمأنينة للقلب إلا بالإيمان بالله عز وجل الإله الرحيم الرحمن .
فمن شاء الله هداه لهذه الحقيقة وهذا الكنز العظيم وهؤلاء موعودون من الله عز وجل بالحياة الطيّبة في الدنيا والآخرة ، قال تعالى ( فمن يعمل من الصالحات من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيّبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) وقال تعالى ( إن الذين قالوا ربّنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون *نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون * نزلاً من غفورٍ رحيم )
كان موضوع هذا " الكنز العظيم " يجول في ذهني قبل أن تمتد يدّي لكي آخذ قلمي | |
|