حكاية عطر
رقم العضوية : : 5 عدد المساهمات : 625 نقاط : 11077 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 20/05/2011
| موضوع: **( قــلــوبـنـا |:| إلــى أيــن تــتـجـــه )** الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:38 pm | |
| [url=http://www.ashefaa.com/picup/uploads/ecd5b0943a.gif][/url] القـــلوب ,,, ومـا تـفيـض بـه,,,يقول الله تعالى في محكم كتابه :" قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَوَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ " سورة الملك,,,خلق الله الإنسان,,, وأمده بالأعضاء التي بها قوام حياته,,,وهذه الأعضاء لا يمكنها التصرف والتحرك إلا بإشارات من القلب,,, فالقلب هو ملك الأعضاء,,, والمحرك لها,,, من خلاله يوجه المرءأعضاءه للخير أو الشر,,,ولقد بين رسولنا صلى الله عليه وسلم هيمنة القلب على الأعضاءعندما قال: " ألا وإن في الجسد مضغة,,, إذا صلحت صلح الجسد كله,وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب" متفق عليه,,,بل إنه جعل صلى الله عليه وسلم استقامة القلب دليل علىاستقامة الإيمان حين قال : " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه "[url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645077700.jpg][/url]ولما للقلب من أهمية عظيمة في الإيمان كان القلب محلنظر الرب جل وعلا, ففي الحديث هنا: [url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645078440.gif][url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645078440.gif][/url][/url]
والقلب كثير التقلب,,, لهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلميدعو ربه بتثبيت قلبه, ويكثر من ذلك,,, فعن أم سلمة أم المؤمنينأنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب كثرة دعائهبــ " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " قال : ياأم سلمةإنه ليسآدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقامومن شاء أزاغ" ,,, رواه الترمذي,,, [url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645079000.gif][url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645079000.gif][/url][/url]
والقلوب قلبان,,, قلب سليم قد سلم مما سوى الله,,,فهو يوجل لذكر الله,,, ويخاف من عذابه,,, يرجو رحمته ويخشى عقابه,,,فهذا صاحبه قد وعد بالجنة يوم الحساب " يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ."سورة الشعراء,,,وإن مما يدل على سلامة القلب,,, محبة الله تعالى والإكثار من ذكره جل في علاه,,, فإن القلوب كالقدور,,, وألسنتها مغارفها,,, فاللسان يخرج ما في القلب من حلو أو حنظل,,, فإذا امتلأ القلببحب الرب عز وجل تحرك اللسان بالذكر,,, وإذا امتلأ بغير ذلكمن الكفر والفسوق والعصيان تحرك اللسان بالغيبة والنميمة والفحش والبذاء,,,[url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645080200.jpg][/url]كذلك هي الرحمة والرأفة بعباد الله من علامات سلامة القلب أيضاً,,,روى الترمذي من حديث شهر بن حوشب قال : سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط موفق،ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم, وعفيف متعفف ذو عيال" رواه مسلم,,,يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : " وإذا أشرق في القلب نور الإيمانواليقين بالوعد,,, وامتلأ من محبة الله وإجلاله,, رق وصارت فيهالرأفة والرحمة,,, فتراه رحيماً رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم,,,يرحم النملة في جحرها,, والطير في وكره,,, فضلاً عن بني جنسه,,,فهذا أقرب القلوب من الله تعالى,,,والله سبحانه إذا أراد أن يرحم عبداً أسكن في قلبه الرأفة والرحمة,,,وإذا أراد أن يعذب عبداً نزع من قلبه الرأفة والرحمة,,,وأبدله بهما الغلظة والقسوة,,,في الحديث عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت الصادق المصدوق، صاحب هذه الحجرة، أبا القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "لا تنزع الرحمة إلا من شقي". رواه الإمام أحمد وأبو داود، والترمذي،,,وأيضاً إخوتي أخواتي في الله,,,, من علامات سلامة القلب كذلك,,,طهارته من الغل والحسد والظلم,,, فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل فقال: " قال : " كل مخموم القلبصدوق اللسان "قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟قال: " هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد " صحيح ابن ماجة,,,وعلى العكس من القلب السليم,,, قلب آخر غلب عليه الهوى,,, وختمت عليه الغفلة فطبع بطابع القسوة,,, فأصبح كالحجارة أو أشد قسوة,,,إخوتي أخواتي,,, الطيبون والطيبات ,,,قسوة القلب داء يقرب من الشيطان,,, ويبعد عن الرحمن,,, كما في الحديث: " إن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي " رواه الترمذي والبيهقي. وقال الترمذي: حديث حسن غريب,,,وما خلقت النار إلا لإذابة القلوب القاسية,,," فَوَیْلٌ لِّلْقَاسِیَةِ قُلُوبُھُم مِّن ذِكْرِ اللَّھِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِینٍ"الزمر : ٢٢ ،وقد ضرب كثير من المسلمين خصوصاً في الأزمنة الأخيرة بقسوة القلب وإعراضه عن الله تعالى,,, فلا يرق قلب كثير منهم لآية,,,ولا يلين لموعظة,,, يسمع آيات الله تتلى عليه بكرة وعشياً وكأن المخاطب بها غيره,,, ويسمع آحاديث الآخرة,,, الموت والقبر,,, والبعث والنشور,,, والجنة والنار فلا تهزه تلك الآيات,,, ولا يلينلتلك العظات,,, وما ذلك إلا لقسوة القلب,,, ومرضه وبعده عن الله تعالى,,,[url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645081410.gif][url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645081410.gif][/url][/url]
أحبتي في الله,,, إن من أعظم أسباب قسوة القلب كثرة الذنوبوالخطايا,,, فكلما أكثر المرء من الذنوب طبع الله على قلبهوأبعده منه,,,قال تعالى: " كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " المطففين,,,وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتة سوداء،فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقِل قلبه، وإن عاد زيد فيه،حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله في القرآن "أخرجه الترمذي,,,قال الحسن البصري رحمه الله تعالى في الآية : " هو الذنب على الذنبحتى يعمي القلب فيموت ",,,إن لقسوة القلوب أسباب,,, وما أقوله منها كثرة مخالطة من لا يذكر بالله تعالى,,, فمن الناس من تكون مخالطته وبالاً على المرءفي دينه ودنياه,,, وقد تكون هذه المخالطة على نوع من المودة في الدنيا إلا أنها تنقلب خسارة وعداء يوم القيامة,,,يقول الله تعالى :[url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645082210.gif][url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645082210.gif][/url][/url]
وكذلك من أسباب قسوة القلوب الغفلة عن ذكر الله تعالى,,,فذكر الله حياة للقلوب,,, والغفلة عن ذكره قسوة لها,,,جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله تعالى فقال: يا ابا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي,, قال: " أذبـــه بالــذكر ",,,يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْعَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " سورة المنافقون,,,[url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645082630.gif][url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645082630.gif][/url][/url]
وختاماً,,, كيف ستكون قلـــوبنا,,,أسأل الله أن يثبتها على طاعته,,,[url=http://www.dr-jaber.com/up/uploads/dr-jaber12645083350.jpg][/url]أعدته أختكم / ~| سلطانة الكلمة |~كاتبة بأحد المنتديات أعجبني موضوعها فنقلته للفائدة ..فجزاها الله خير الجزاء وأصلح نيتها ونفع بما كتبت ,,اللهم آمين ,, | |
|