الـــغـــريـــب مراقب
رقم العضوية : : 6 عدد المساهمات : 663 نقاط : 11459 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 21/05/2011
| موضوع: سر الصيام وفرضه على الأمم -5 الإثنين يوليو 25, 2011 4:06 am | |
| سر الصيام وفرضه على الأمم -5 | | |
أكرِّر حمد الله والثناء عليه تبارك وتعالى، على نعمائه التي من أجلِّها نعمة الإسلام، ولا أزال مصلِّيًا ومسلِّمًا على رسوله على الدوام، وآله وصحبه أُولِي الفضل الكرام، ثم نعود فنقول:
إن الله تعالى شرع لنا وفرض علينا صوم رمضان، لحكم عظيمة، وأسرار كريمة، ومقاصد شريفة، منها ما ظهر، ومنها ما خفي واستتر، لكن أهم هذه الحكم تتمحور حول قوله تعالى ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ( سورة البقرة آية: 183 ) ، فهذه هي الحكمة في مشروعية الصيام، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله تعالى واجتناب نهيه. ومما اشتمل عليه الصيام من الحِكَم والتقوى ما يأتي:
1. أن الصائم يترك ما أحله الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه متقربًا بذلك إلى الله تعالى راجيًا بتركها ثوابه، فهذا من التقوى، والصيام فيه مشقة وتعب، وترك للمألوف، ولا يخفى أنه في أيام الحر وطول النهار يكون شديدًا على النفوس..
2. وأن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه؛ لعلمه باطلاع الله عز وجل عليه.
3. والصيام يُضيِّق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي.
4. والصائم في الغالب تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، فإن سابه أحد قال: إني صائم؛ حفاظًا على عبادة الصيام.
5. وأن الغني إذا ذاق أَلَم الجوع أوجب له ذلك مواساة الفقراء المُعدمين، وهذا من خصال التقوى ( انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن السعدي:ص86. ) .
6. والصوم طاعة لله تعالى، وامتثال لأمره، وعبادة جليلة من أجلِّ العبادات، فإن الله عز وجل نسبه إلى نفسه، ووعد عليه الجزاء المطلق من قبله؛ لأنه بين الرب وبين عبده، فهو من أعظم الأمانات.
7. وفي الصوم درس عملي على التدريب في تحمل الشدائد، ومعاناة الأمور الصعاب.
8. وفيه التحلي بالصبر، تلك الفضيلة التي ما وُجدت إلاَّ ومعها الفضائل، وما فُقدت إلا حضرت الرذائل. وأنواع الصبر الثلاثة مجتمعة فيه: الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معاصيه، والصبر على أقداره جل وعلا المؤلمة.
9. كما أن في الصوم روحانية يجدها الصائم؛ لتخفُّفه من المادة، وتغلب الجانب الروحي عليها، فيجد الصائم قُربًا من الله تعالى، ويحسُّ دُنُوًّا يجعله كأنه يرى الله تعالى في عبادته إياه من صدق الشعور، وحسن المراقبة.
10. ولا شك أن في الصوم إجازة للجهاز الهضمي فترة من الزمن؛ ليستجمَّ فيها الجهاز من توالي الأطعمة عليه وتخمرها فيه، فيستعيد نشاط قوته. إلى غير ذلك من الحكم والمصالح المتحققة للعباد في هذه العبادة العظيمة، والله تعالى أعلم ( انظر نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب لعبد الله البسام: 2 /93. ) .
فالله تعالى نسأل أن يبلِّغنا رمضان، وأن يوفِّقنا لما فيه منه الرضوان، إنه هو الكريم المنان. |
| |
|