كبرياء أنثى ≃≃≃≃≃
رقم العضوية : : 3 عدد المساهمات : 510 نقاط : 11230 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 19/05/2011
| موضوع: ابجديات في اعماااااق البشر الإثنين يوليو 25, 2011 9:14 pm | |
| أبجديات في أعماق البشر..صباحكم ومساؤكم طهــــــراً ونقــــــــــاء.. ................ قراءة في أعماقـ صنفـ من البشر ,, قد نراهمـ ,, قد نسمع عنهمـ قد نمر بهمـ ذاتـ مساء وهم يفترشونـ الأرض ويلتحفونـ السماء ومن يـــــدري ... ربما أنا وأنت ياقارىء كلماتـــي من هؤلاء البشـــر .. !!!
.
// الأرمــلة السوداء //
في زنزانة مظلمــة باردة .. جلست القرفصــاء .. تحدّق في الجدار الخرساني وفي القضبان الحديديـــــة التي تفصلها عن العالم الخارجي .. عندما تتأملها تفاجأ بجمالٍ غامضٍ .. ساحر .. يتوجــه شعــر أسود فاحم تجاهد خصلاته الثائرة حتى تثبت مكانهــا .. تصدمــك عيناها .. !! فقد تحولت تلك العينين الفاتنتين إلى قطع زجاج بارد .. فقد بريق الحياة وقد تدحجك بنظرات قادرة على جعل الدماء تتجمد في شرايينك .. ضحيــة عادات وتقاليد .. وأبٍ متسلط قدمهــا قرباناً على مذبح المصلحة والنفوذ وهبهــا فريســة سهلة لمفترس هرمٍ بلغ أراذل العمـــر مفتــرس من نوع آخــــــر .. إستنجدت بأخواتهـــا .. لا فائدة فقد ذبحن قبلهــا إستنجدت بأخوانهــا .. أحدهم قلّب شفتيــه وأدار ظهــره .. والآخــر صفق كفاً بكف وأدار أيضـــاً ظهــره .. !! وتلك الليلــة .. ذُبحت من الوريـــد للوريـــد .. إمتص رحيق الشباب من شرايينهـــــا .. سحــق آدميتهـــــا .. عاث فساداً في أعماقهــــــا قبل جسدهــــا .. وبعد شهــور قررت أن تُنهــي هذا العذاب بيدهـــا ,, لحظـــة جنون .. لحظــة خوف .. لحظــة ألم .. لحظــة رعب ..
لم تتوقف إلا بعد إحساسهــــا بدفىء دماءه على يديهـــــــا .. وقفت أمام أبيها ترمقة بإشفاق وحسرة .. وتشفي .. !! إنظــر إليّ جيداً يا أبي تأملني مليــا لا تخجل .. لا تطأطيء رأسك .. لا تشح بنظراتك عني فأنــا من صنع يديـــك ألن تفخــــــر بي .. ؟ !!
فأنا الأرمــلة السوداء .......
// صفـــائح حديــديــه //
لا هواية له إلا الجلوس أمام شاشة التلفاز ,, والبحلقة فيه لساعاتٍ .. وساعات .. !! لا هم له إلا إلتهام الأجساد الكاسية العاريــة .. والتغني بكحيلة العين .. وميّاسة القد ..
يقتله الشك .. يكره النساء .. ويحملهن مصائب الكون .. وفساد العالم .. حتى الوضع الإقتصادي السيء وتفشي البطالة و إزدياد الأيدي العاملة المرأة هي المسؤولة عنــه .. !!
سيارته مظللة باللون الأسود القاتم .. نوافذ بيته محاطة بصفائح حديدية بها فتحات دائرية صغيرة حتى يسمح للهواء بالمرور (( حمداً لله )) ..
لايصطحب زوجته وبناته إلى المطاعم أو المجمعات التجارية وإن أراد أن يروّح عنهن إصطحبهن إلى الخــلاء حيث لايرين أحد ولا يراهن أحد ..
وفي المساء .. يغلق باب غرفته حيث التلفاز الوحيد في المنزل ويعود لممارسة هوايته المفضلة ,, البحلقة في الشاشة لساعاتٍ وساعات .. !! بيده جهاز التحكم .. يتقلب بين القنوات بحثاً عن لحم رخيص ..
ويلعــن النســاء ,, فهـــنّ ســـبب المصائـــب ,, !!!!!!!!!
// نقطــة ضـــوء //
حافلة صغيرة .. متهالكة تدور في أرجاء المدينــة ,, تلتقف في أحضانها كل من يرمي بنفســه الكادحــة الشقيّـــة إليهــا ..
أصناف كثيرة من البشر .. كلاً منهم يحمل بين طيات نفسه أسرار ,, وآمــال ,, وأحــلام وبلا شــك ,, خيبــة أمــل .. مالذي يدور في كل رأس ؟؟ وأي نبضـةٍ تختلج في كل قلب ؟؟ وأي صراع يحدث الآن في الأعمــاق ؟؟ ومع ذلك .. تشعر في تلك الحافلة بدفء من نوع خاص ,, وحميمية غريبــة !! فهذا يتكلم مع ذاك .. والآخر يسأل عن أحوال رفيقه وثالث يتمنى عودة الغائب بالسلامة ,, ورابع يدعو للمريض بالشفاء ..
غرباء إلتقوا في نقطــة ضـوء ودفء للحظات معدودة ربما تنقل إليهم إحساس بالسعادة والسرور يساعدهم على مواصلة الرحلة لذاك اليوم .. تنتهي رحلتهم .. ويصل كلاً منهم إلى وجهته ,, يخرجون من دائرة الضوء الصغيرة البسيطة إلى صقيع الحياة وقسوة الوحدة والإغتراب .. إلى العجلة التي تسير بسرعــة مجنونــة دون هوادة ,, ولا لحظة توقف .. لاتزال تلك الرؤوس تحمل الآف الأفكار,, ولا زالت تلك القلوب تنبض وتخفق ,, ولا يزال الصراع مستمــر ,,
والحيـــــاة بالتأكيـــــــد ,,, ستستمـــــــر ........
// عـــامٌـ بــــعد عــامـ //
تراهــا كل يوم .. تفترش الأرض .. وتضع حصيرة قديمــة باليــة تعرض عليها بضاعتهــا المتواضعة الرخيصــة الثمــن .. في حجرهــا ينام طفلها الصغير .. لفته بقماش ألوانه صارخــة .. ساطعــة .. وبجوارها طفلان آخران .. وثلاث فتيات صغيرات .. كل سنــة يتكرر نفس المشهد .. ويزداد العــدد .. !!! تجلس على ذاك الرصيف بهدوء تــام حتى يخيّل للمارة في بعض الأحيان أنهــا تمثال أو جثــة محنــطة ,, !!
تمــــر الأيــام ,, والأسابيع ,, والشهــور ,,,,,,,,,, والفصــول وهي .. كمـــا هــيّ .. تحرقهــا أشعــة الشمــس .. تخنقهــا ذرات الغبــار تبللهــا قطرات المطــر ,, يرعب أطفالها وميض البرق ,, وزلزلة صوت الرعد .. يقشعـــر جسدهــا من لسعات البــرد ,, يطربهــا حفيف أوراق الشجــر في الخريف ,, ويخيفهــا صفير الرياح في الشتاء ,, تمـــرّ الأيــام .. ويكبــر الصِغــار .. تختفي الأم .. ولكن تبقى تلك الحصيــرة القديمــة الباليــة ,, وتظهــر أمٌ جديــدة وطفل جــديــد ,, وعــام .. بعــد عــام ,,,,,,,, ويـــزيد العـــدد ,,,,, !!!!!
. .
تلكـ أسطــرٌ .. ’’ نقـــلتهـــا ’’ لكمـ منـ صفحــه منـ صفحــاتـ الدكتــور .. بشيــر أبـو نجمـ نـــالتـ إعجـــابي كثيــراً .. أرتقت لذائقتــــــــي ..! أحبتي..! أقراؤها بتمعن..اعيدوا قراءتها..عانقوا تلك القراءت بحواسكم لتخرجو بنتيجة منها .. فهي قراءات وأبجديات مؤلمة بكل ماتحوية ولكنها مطابقة لما نشاهدة بواقعنا اليوم..! تمعنوا بها فحســــب..! أبجديات تستحق القراءة بنظري..!
| |
|