ونسلمه حتى نصرع حوله | | ونذهل عن أبنائنا والحلائل |
|
- ص 156 - ومات بالصفراء وفيهم نزلت
هذان خصمان اختصموا في ربهم - الآية
من الآية 19 سورة الحج . فكان علي -رضي الله عنه- يقول
البخاري المغازي (3747). أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله عز وجل يوم القيامة .
ولما عزمت قريش على الخروج وذكروا ما بينهم وبين بني كنانة من الحرب . فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك . فقال
لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تعبئوا للقتال ورأى الملائكة فر ونكص على عقبيه فقالوا : إلى أين يا سراقة ؟ فقال
إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب وظن المنافقون ومن في قلبه مرض أن الغلبة بالكثرة فقالوا
غر هؤلاء دينهم فأخبر الله سبحانه أن النصر إنما هو بالتوكل على الله وحده .
ولما دنا العدو قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فوعظ الناس . وذكرهم بما لهم في الصبر والثبات من النصر وأن الله قد أوجب الجنة لمن يستشهد في سبيله .
فأخرج عمير بن الحمام بن الجموح تمرات من قرنه يأكلهن . ثم قال لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة " فرمى بهن وقاتل حتى قتل فكان أول قتيل .
وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ملء كفه ترابا فرمى به في وجوه القوم . فلم تترك رجلا منهم إلا ملأت عينيه . فهو قوله تعالى
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى من الآية 17 سورة الأنفال . .
- ص 157 - واستفتح أبو جهل فقال اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة .
ولما وضع المسلمون أيديهم على العدو - يقتلون ويأسرون - وسعد بن معاذ واقف عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في رجال من الأنصار في العريش - رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في وجه سعد الكراهية . فقال
كأنك تكره ما يصنع الناس ؟ قال أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله في المشركين . وكان الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال .
ولما بردت الحرب وانهزم العدو قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
البخاري المغازي (3745) ، مسلم الجهاد والسير (1800) ، أحمد (3/236). من ينظر لنا ما صنع أبو جهل ؟ الحديث رواه البخاري . فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه معوذ وعوف - ابنا عفراء - حتى برد . فأخذ بلحيته فقال أنت أبو جهل ؟ فقال لمن الدائرة اليوم ؟ قال لله ورسوله . ثم قال له هل أخزاك الله يا عدو الله ؟ قال وهل فوق رجل قتله قومه ؟ فاحتز رأسه عبد الله بن مسعود . ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - . فقال قتلته فقال " آلله الذي لا إله إلا هو ؟ - ثلاثا - ثم قال :
أبو داود الجهاد (2709) ، أحمد (1/444). الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده . وهزم الأحزاب وحده . انطلق فأرنيه . فانطلقنا فأريته إياه . فلما وقف عليه قال :
أبو داود الجهاد (2709) ، أحمد (1/403). هذا فرعون هذه الأمة .
وأسر عبد الرحمن بن عوف أمية بن خلف وابنه عليا . فأبصره بلال - وكان يعذبه بمكة - فقال رأس الكفر أمية ؟ لا نجوت إن نجا . ثم استحمى جماعة من الأنصار . واشتد عبد الرحمن بهما يحجزهما منهم فأدركوهم . فشغلهم عن أمية بابنه علي ففرغوا منه ثم لحقوهما .
- ص 158 - فقال له عبد الرحمن ابرك . فبرك وألقى عليه عبد الرحمن بنفسه . فضربوه بالسيوف من تحته حتى قتلوه . وأصاب بعض السيوف رجل عبد الرحمن . وكان أمية قد قال له قبل ذاك من المعلم في صدره بريش النعام ؟ فقال له ذاك حمزة بن عبد المطلب . قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل .
وانقطع يومئذ سيف عكاشة بن محصن . فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم - جذلا من حطب فلما أخذه وهزه عاد في يده سيفا طويلا فلم يزل يقاتل به حتى قتل يوم الردة . ولما انقضت الحرب أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على القتلى . فقال :
بئس عشيرة النبي كنتم كذبتموني . وصدقني الناس . وخذلتموني ونصرني الناس . وأخرجتموني . وآواني الناس .
ثم أمر بهم فسحبوا حتى ألقوا في القليب - قليب بدر - ثم وقف عليهم فقال يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا فلان ويا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا ؟ فقال ما أنت بأسمع لما أقول منهم .
ثم ارتحل مؤيدا منصورا قرير العين معه الأسرى والمغانم .
فلما كان بالصفراء قسم الغنائم وضرب عنق النضر بن الحارث . ثم لما نزل بعرق الظبية ضرب عنق عقبة بن أبي معيط .
ثم دخل المدينة مؤيدا منصورا . قد خافه كل عدو له بالمدينة .
- ص 159 - فأسلم بشر كثير من أهل المدينة ودخل عبد الله بن أبي رأس المنافقين وأصحابه في الإسلام .
وجملة من حضر بدرا : ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا . واستشهد منهم أربعة عشر رجلا .
قال ابن إسحاق : كان أناس قد أسلموا . فلما هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حبسهم أهلهم بمكة . وفتنوهم فافتتنوا . ثم ساروا مع قومهم إلى بدر . فأصيبوا فأنزل الله فيهم
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم - الآية
من الآية 97 من سورة النساء . .