الـــغـــريـــب مراقب
رقم العضوية : : 6 عدد المساهمات : 663 نقاط : 11459 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 21/05/2011
| موضوع: غزوة مؤتــــــة الثلاثاء يوليو 26, 2011 7:11 am | |
| ثم دخلت السنة الثامنة فكانت فيها غزوة مؤتة
وسببها : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بعث الحارث بن عمير بكتاب إلى ملك الروم - أو بصرى - فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني . فقتله - ولم يقتل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - رسول غيره - فاشتد ذلك عليه فبعث البعوث . واستعمل عليهم زيد بن حارثة ، وقال إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فتجهزوا . وهم ثلاثة آلاف . فلما حضر خروجهم . ودع الناس أمراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وسلموا عليهم . فبكى عبد الله بن رواحة . فقالوا ما يبكيك ؟ فقال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم . ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا آية 71 من سورة مريم . ولست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود ؟ فقال المسلمون صحبكم الله ودفع عنكم . وردكم إلينا صالحين . فقال ابن رواحة :
لكــنني أسـأل الرحـمن مغفـرة | | وضربــة ذات فــرع تقــذف الزبـدا | أو طعنــة بيــدي حــران مجـهزة | | بحربــة تنفــذ الأحشـاء والكبـدا | حتى يقال إذا مروا على جدثي | | يـا أرشد الله من غاز وقد رشدا | |
. - ص 192 - ثم مضوا حتى نزلوا معان . فبلغهم أن هرقل بالبلقاء في مائة ألف من الروم وانضم إليه من لخم وجذام وبلي وغيرهم مائة ألف . فأقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم . وقالوا : نكتب إلى رسول الله فنخبره . فإما أن يمدنا ، وإما أن يأمرنا بأمره فشجعهم عبد الله بن رواحة ، وقال والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة . وما نقاتل الناس بقوة ولا كثرة وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظفر . وإما شهادة . فمضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم الجموع . فانحاز المسلمون إلى مؤتة . ثم اقتتلوا عندها والراية في يد زيد . فلم يزل يقاتل بها حتى شاط في رماح القوم . فأخذها جعفر فقاتل بها . حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه فعقرها . ثم قاتل حتى قطعت يمينه . فأخذ الراية بيساره فقطعت يساره . فاحتضن الراية حتى قتل . وله ثلاث وثلاثون سنة . -رضي الله عنهم- . ثم أخذها عبد الله بن رواحة . فتقدم بها ، وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويقول :
أقســـــم باللـــــه لتنزلنـــــه | | لتـــــــــنزلن أو لتكرهنـــــــــه | يـا طالمـا قـد كـنت مطمئنـه | | إن أجلب الناس وشدوا الرنه | |
يا نفس إن لم تقتلي تموتي | | هـذا حمـام المـوت قد صليت | ومـــا تمنيـــت فقــد أعطيــت | | إن تفعلـــي فعلهمـــا هــديت | |
ثم نزل . فأتاه فناداه ابن عم له بعرق من لحم . فقال : شد بهذا صلبك ، فإنك لقيت في أيامك هذه ما لقيت . فأخذها فانتهس منها نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس . فقال : وأنت في الدنيا ؟ فألقاها من يده وتقدم . فقاتل حتى قتل . ثم أخذ الراية خالد بن الوليد . فدافع القوم وخاشى بهم قال السهيلي : المخاشاة المحاجزة . وهي مفاعلة من الخشية . لأنه خشي على المسلمين لقلة عددهم . ثم انحازوا ، وانصرف الناس . وقال ابن عمر : وجدنا ما بين صدر جعفر ومنكبه ، وما أقبل منه تسعين جراحة . وقال زيد بن أرقم : كنت يتيما لعبد الله بن رواحة . فخرج بي في سفره ذلك مردفي على حقيبة رحله . فوالله أنه ليسير ذات ليلة ، إذ سمعته وهو ينشد شعرا :
إذا أديتنــي وحــملت رحــلي | | مســيرة أربــع بعــد الحسـام | فشــأنك فــانعمي , وخـلاك ذم | | ولا أرجــع إلـى أهلـي ورائـي | وجــاء المسـلمون وغـادروني | | بأرض الشام مستنهي قال السهيلي : مستفعل من النهاية والانتهاء أي حيث انتهى به مثواه . الثواء | وردك كـــل ذي نســب قــريب | | إلـى الرحـمن منقطـع الإخـاء | - ص 194 - هنــالك لا أبــالي طلــع بعــل | | ولا نخــــل أســـافلها ورائـــي | |
قال : فبكيت . فخفقني بالسوط ، وقال : ما عليك يا لكع ، أن يرزقني الله الشهادة ، وترجع بين شعبتي الرحل ؟ .
| |
|