صاحب السمو الملكي الامير الشاعر عبدالله الفيصل ( رحمه الله )
الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود (1923 - 8 مايو 2007). هو الابن البكر
للملك فيصل بن عبد العزيز والدته هي الأميرة سلطانة بنت أحمد بن محمد السديري.
ولد عام 1341 هـ في مكة المكرمة.
دراسته :
التحق صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بإحدى المدارس الابتدائية في مكة
المكرمة، وكان التعليم آنذاك في طوره الأول، فحصل على الشهادة الابتدائية التي كانت
من أعلى الشهادات آنذاك في المملكة، ولكنه لم يكتف بشهادته المتواضعة فانكب على
التحصيل والمطالعة، وكان ميله إلى الشعر واضحاً، وكان يقرأ في الأدب والتاريخ والسياسة
ولكن الشعر كان أحب الفنون إلى نفسه، وقد قرأ للعديد من الشعراء من امثال طرفة بن
العبد والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وعنترة وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي وإبراهيم ناجي
وأحمد شوقي وعلي محمود طه وبدوي الجبل وعمر أبو ريشه. يجهل الكثيرون أن الأمير
الشاعر قد كتب الشعر الشعبي، فهو الذي ولد وعاش في بلاد الجزيرة، في محيط كبير
أكثر شعرائه ينظمون الشعر الشعبي الدارج، وقد كان رائعاً ومتميزاً في هذا الجانب. كما
حصل عالدكتوراه الفخرية من جامعة رالي بولاية كالورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة
عام 2001 ميلادي - المرجع فؤاد شاكر (الحفيد) .
اعماله :
تولى في عهد جدة الملك عبد العزيز آل سعود المناصب التالية:
مساعد نائب الملك (والده الأمير فيصل) على الحجاز.
وزير الصحة
وزير الداخلية.
بعد ذلك تفرغ لأعمالة الخاصة (التجارية) منذ عهد والده حيث أسس مجموعة
الفيصلية التي تعمل في عدة مجالات. وهو أيضا شاعر كبير من شعراء الأغنية
العربية (الفصحى والنبطي) حيث تغنى بقصائده العديد من نجوم الغناء العربي مثل :
أم كلثوم , نجاة الصغيرة , عبد الحليم حافظ , فايزه احمد , طلال مدّاح
محمد عبده , محمد عُمر , خالد عبد الرحمن , عبد الكريم عبد القادر
نبيل شعيل , وغيرهم من نجوم الغناء العربي.
لهُ دواوين مطبوعة وهي :
(وحي الحرمان) صدر عام 1953م/1373هـ (قصائد فصحى) الطبعة الأولى .
(حديث قلب) صدر عام 1980م/1400هـ (قصائد فصحى) ترجم إلى الإنجليزية
والفرنسية والروسية .
(مشاعري) صدر عام 1985م/1405هـ (قصائد شعبية نبطية) .
وله أيضاً ديوان وحي الحروف، وديوان خريف العمر. كان شغوفا بكل أمسيات الشعر
الموسمية وكان صالونه - - عامرا بالجلسات الشعرية والأدبية وكان مضيافا لعمالقة
الفن والشعر. كان يحب أم كلثوم لما يحوي صوتها من شجن. كما كان مغرم بعبد الحليم
حافظ. وقد أهداهما عدة قصائد قامو بغنائها ونجحت نجاحا منقطع النظير المرجع
- فؤاد شاكر - (الحفيد).
دراسات عن شعره :
اهتم بالكتابة عن شعر الأمير عبد الله الفيصل الكثبر من الباحثين والنقاد سواء أكانت
كتابات في صحف ودوريات سيارة أودراسات متخصصة في رسائل جامعية, ولعل أبرز من
كتبوا عنه الدكتور طه حسين, والدكتور أحمد كمال ذكي, والدكتور حسن الهويمل
والدكتور سعد ظلام والدكتور صابر عبد الدايم. أما أبرز الرسائل الجامعية التي اهتمت
بشعره فهي رسالة الماجستير للباحثة منيرة العجلان وكانت بعنوان (عبد الله الفيصل
حياته وشعره) وكانت في جامعة السوربون, ورسالة الدكتوراة للباحث عزت محمود
علي الدين وكانت بعنوان (ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبد الله الفيصل
عرض وتفسير وموازنة) وكانت في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر في القاهرة, ورسالة
ماجستير للباحثة حورية العتيبي, وكانت في كلية الآداب للبنات في الدمام. كما
قام المنشد الشيخ مشاري العفاسي بأخذ قصيدة (إلى الله) ولحنها وأنشدها
وخرجت ضمن ألبوم ذكريات 2008 .
وفاته :
صدر بيان من الديوان الملكي السعودي معلناً وفاته في مدينة جدة بتاريخ 21
ربيع أول 1428 هـ الموافق 8 مايو 2007م. عن عمر يناهز 84 عاما إثر مرض عانى
منه.ولقد تمت الصلاة عليه صلاة العشاء في المسجد الحرام بمكة المكرمة ثم نقل
جثمانه إلى مقابر العدل حيث دفن هناك.
قصائده :
إبتعد عني
إبتعد عني ماحبك وش تبيبي
قدرك العالي رميته في الثرى
واحسايف قوليتي لك ياحبيبي
يوم قلبي مولع بك مادرى
إنك الغادر وقصدك تلتهي بي
ون عاطفتك تباع وتشترى
إنس وقت فات مالك به نصيب
لاتذكر ،لاتذكر ماجرى
يوم هفت شمس حبك للمغيب
استرحت وعاد لي طيف الكرى
//
البلبل الصامت
آثر الصمـت بلبـل الأدواح
وتولى عـن روضـه الممـراح
وغنـاء الهـزاز عـاد بكـاء
وجفا حبـه لكيـد اللاحـي
يا أليف الشباب فـي أفراحـي
وشريكي الصدوق في أتراحـي
كيف يهوى الغناء من قد تحسى
من أسى الدهر مترع الأقـداح
ودهته بمـا يـروع العـوادي
فإذا الليل عنـده كالصبـاح
مـن أسـاه ولوعـة تتلظـى
تركتـه فـي عالـم الأشبـاح
فاعذر اليوم ما ترى من ذهولي
ودع القلب مغرقا في النـواح
فالحياة التـي أحـب وأهـوى
أصبحت كالجحيم ملء جراحي
//
صبر ينفذ
أرى الصبر أوشك أن ينفـذا
وأوشكت في القرب أن أبعدا
وأوشك قلبـي أن يستريـح
وأوشك طرفـي أن يرقـدا
وكدت أعايش هذا الأنـام
وقد عشت بينهـم مفـردا
يخيل لي أننـي قـد أضعـت
شبابي وقلبي وعمري سـدى
وأن حيـاتـي وأسبابـهـا
خطبت بها عندكـم فرقـدا
تناءيتـم زمـنـا طـائـلا
وبنا كما كان رجع الصـدى
فإن تلتـق اليـوم أشباحنـا
فذاك لقـاء غريـب المـدى
تقربه اليـوم دنيـا الخيـال
ويبعده كـل حـاد حـدا
يذكرنا كـل أمـس مضـى
وكـل غريـب بـه شـدا
وما نحن إلا الزمـان الـذي
عدا في الأنام على من عـدا
نصوره صورة فـي الضميـر
ونبدي على ضعفنا مـا بـدا
فيحسبنا الناس أقوى علـى
يد الدهر مما يكيـد العـدى
ولكننـا إن خلونـا إلــى
خواطرنا نستجيـر الـردى
وإن لاح في بابكـم عـاذل
مررنـا بـه ركعـا سجـدا
نحاذر من أن ترانـا العيـون
ونخشى على البؤس أن نحسدا
فعد لي حبيبي كما قد عهدت
على الدهر يا سيدي مسعـدا
وخل النواح ودنيـا الانيـن
فقد أوشك العمر أن ينفـذا
ومد حبيبي إلـى مـن بـراه
غرامك عطفا وأهـد اليـدا
أو اهزأ كما شئت بالذكريات
وأذهب في الحب كبش الفدا
//
يا فرحة العمر
اشتقت لك يا فرحة العمر وين انت
يا للي عيوني منك ينبـع ضياهـا
لولاك بالغايه بدنياي ما كنـت
اشفق على ايامي يطـول مداهـا
سرقتني مثل الكرى لـي تمكنـت
من مهجةٍ ما قبلك أحد غشاهـا
أشوف حسنٍ كل شئ تحاسنـت
لو به ذهاب النفس أشوفه مناهـا
ما خبر يوم في منامـي تطامنـت
إلا أن بعثت الطيف لي في دجاهـا
أهين نفسي لك بمرضاك لاهنـت
واتبع هواك بعسرها عـن هواهـا
رجلي تيامن غصب كانك تيامنت
وان خذت باليسرى تياسر اخطاها
كلٍ بعينـه زيـن ويـلا تبينـت
كلٍ زهد في خلقتـه مـا بغاهـا
لوفات لك تسعين بالعمر ما شنت
في عين نفسٍ علقت بـك رجاهـا
آمنت بك في عالم الحـب آمنـت
يا متلفٍ روح العنـا يـا دواهـا
//
ثورة الشك
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِـي لأَنِّـي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّـي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّـي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِـنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَـوْدٍ
يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْـرِ أَمْـنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَـدَرُ المُوَالِـي
بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَـمْ يَفُتْنِـي
كَأَنَّ صِبَـايَ قَـدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّـي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِـي
وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِـي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِـي
يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِـي
وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيـكَ قَـوْلاً
وَلَكِنِّي شَقِيتُ بِحُسْنِ ظَنِّـي
وَبِي مَمَّـا يُسَاوِرُنِـي كَثِيـرٌ
مِنَ الشَّجَنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِـي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّـي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ
حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي
//
فمان الله
الا واشيب عيني يـوم قالـوا لـي فمـان الله
وتحققت انّهم مـن عقـب جمعاهـم مقفّينـي
ترايا لي خيال المـوت يومـه مـدّ لـي يمنـاه
ولدّ بعينه الخرسا عقـب مـا اقفـى يراعينـي
نهدت وقلت ممـا جـال بالصنـدوق واعـزاه
سراب اللال باكـر يطّـرد مـا بينـه وبينـي
حلفت بنور عيني لو يطول البعـد انـا منسـاه
انا وشلون ابيع اللـي مـن العربـان شارينـي
تصبّر يا خفوقٍ صـار داه اليـوم وسـط ارداه
على رجوى ان رب العرش يدنيهـم ويدنينـي
حبيبي خذت قلبي قلبك المحبوب عطنـي ايـاه
علشـان انتسـاوى فـي المحبـه والموازيـنـي
الى قارنت غيرك بك خجلت وقلـت وانقصـاه
انا وشلون اقارن كامـل الاوصـاف بالشينـي
ولو هو في حسن يوسف كسف بالنور نور اضياه
واختـم القـول رب ٍ بـك تبلانـي يقوينـي
//
لوعة
ألاقي من عذابك مـا ألاقـي
وحبك في حنايا القلـب بـاق
وتسرف في الصدود وفي التجني
وأسرف في التياعي واشتياقـي
ولو يدري فؤادك مـا أعانـي
وما أقـاه مـن ألـم الفـراق
لما أمعنت فـي هـذا التجافـي
ولا أذللت من دمعـي المـراق
ولكني كتمتك هول مـا بـي
وما زال التجلد مـن خلاقـي
فلو زعم العواذل بـي سلـوا
فكل حديثهم محض اختـلاق
وما أبدي لهـم غيـر التآسـي
وإن كانت ضلوعي في احتراق
وكم حسبوا عناني جد طلـق
وقلبي جد مشـدود الوثـاق
واخشى أن يقال صريع شوق
يلاقي في المحبـة مـا يلاقـي
وأغرق في ظلام الليل يأسـي
فأغرق في اصطباحي واغتباقي
وأنهل من لمى ذكـراك عذبـا
أعل به ووهم رضـاك سـاق
ويبسط لي الخيال ظلال أنـس
أعيش بها إلـى يـوم التلاقـي
أعيذك أن تعين علـي سقمـي
معونتك الدموع على المآقـي
//
طلائع الخريف
الشعر يوحيـه الشبـاب
وخياله الزاهي العجـاب
من لـي به وقـد افتقـد
ت لذائذي عهد الشباب
الشعـر يوحيـه الربيـع
وجماله التـرف البديـع
من لي به ويـد الخريـف
تـذوي أزاهيـر الربيـع
الشعـر هـزات الفـؤاد
للوصل أو خوف البعـاد
ودعـتـه لـمــا رأيـت
فؤاده لبس الجمـاد
الشعـر يبعثـه الخيـال
إن عز في الدنيـا منـال
من لي بـه وقـد افتقـدت
دبى الحقيقة والخيـال
//
أنا بليت بحبكم
أنـا بليـت بحبكـم مـن هبالـي
وإلا أنت ظلِ ما لنـا فيـك منـزال
خيرك لغيري والشقـا والعنـا لـي
والمشكل إني عارفٍ كـل الأحـول
ارمي بروحـي فـي بحـرك الزلالـي
وتنسفني أمواجك على يابس الجـال
اسأل فراشي كيف اقضـي الليالـي
بالليل لي حالٍ ومعكم لـي أحـوال
من خوفي الشمات يشمـت بحالـي
ويكثر علي من العدى القيل والقـال
أنت السبـب ولعتنـي يـا غزالـي
وفتحتلـي دنيـا جديـده بالآمـال
وأبعدت خلانـي وجيتـك لحالـي
وفرشت قلبي لـك مقـرٍ ومدهـال
ويوم أبعـدن حبالهـم عـن حبالـي
ودريت انـك عندنـا غالـي المـال
أبديت عقب الحب صـرف الجفالـي
وخليتني محتار فـي أشهـب الـلال
نصيـت ربٍ عالـمٍ ماجـرى لـي
ماحط دون الخلق حاجب ومرسـال
ومنحني السلـوان عالـي الجلالـي
وقصّر علي الليل من عقب ماطـال
واليوم ترسل لي وتبـدي الوفـا لـي
تبدي لي أعذار قصيـرات وطـوال
تبي تجـدد ماانقطـع مـن وصالـي
وتبدي من الفتنه لي الوان واشكـال
تردّني في حالـي اللـي مضـى لـي
ترضي غرورك بس ياحسن الاقبـال
ماعاد تخدعنـي عقـب مابـدا لـي
وان عدت فيما عفت .. مانيب رجال
//
الحرمــــان
أنا وياك يالحرمان في الدنياغدينا خـوان
مسيرتنا سوى في كل حاضرنا وماضينـا
مشينا فوق درب السهد والآلام والأحزان
حيارى في خضم التيه ما ترسي مراسينـا
تباشير السعادة عن نظرنا لفهـا النسيـان
وفوق أهدابنا ماتت من الحسـرة أمانينـا
على درب الألم تمشي مواطينا على النيـران
ظلام اليأس ينشرنا على حيلـه ويطوينـا
ترانيم الهنا في يوم مولدنا غدت صلبـان
صلينا فوقها مـن غيـر ماتجنـي أيادينـا
تعوضنا عن البلبل وشدوه نعقة الغربـان
وعن غصن الشجر غصن يعكف الشوك بيدينا
هلا باللي يبي ينظر بعينه شقوة الإنسـان
يجي ينظر تجسدهـا بكـل أطوارهـا فينـا
//
تِزل الليالي
تِزِلْ الليالي يسهر اللي شكى الهجـران
شكا صد خلاّنٍ على القِـرْب ناسينـه
سقوني بكاس الهجر علقم ونا عطشـان
تحاليت مـره دام الأحبـاب راضينـه
محاحبهم من خافقـي جملـة الخـلاّن
على ضعفهم بالعطف واللطف والينـه
أنادري إن بعض الناس يقولون لي غلطان
وهم وش عليهم ، مير ماحـدٍ مخلينـه
ترى الحب يِخْلِف دايم نظرة الإنسـان
عيون الرضى توريـك سيّاتهـم زينـه
أفضل جبا جدّة على جملـة الأوطـان
على شان خلي ساحل البحـر مغلينـه
//
فيم السؤال
حالي بمعترك الحـوادث حالـي
فيم السؤال ولات حين سـؤال
فيم التساؤل والسؤال وقد بـدا
لك ما ترى من محنتـي وهزالـي
أأنـا الملـوم لأنـي أنزلـت آ
مالي بمواكب حسنك الخـذال
أم كان حسن الظن منـي زلـة
جوزيت عنها فاجـع الأهـوال
لم ألق من صفح لديك وإن يكن
ذنبي إليك ومنـك فـي إقبالـي
أقبلت محتشـدا إليـك بمهجـة
أصفى من المترقـرق السلسـال
فأعرتنـي أذن السميـع معلـلا
أملـي برقـة كـاذب ختـال
فظننتني أضحيت أسعد عاشـق
أمتعته برضى وطيـب وصـال
وغدوت أبسم للورى متجاهـلا
عين الرقيـب وقولـة العـذال
غردا أهز معاطف الأغصان مـن
نغم الغـدو إليـك والآصـال
ما يزعج الصـد المـؤرق بالـي
في حلو فردوس وراحـة بـال
يا شقوة الآمال لمـا أن بـدت
للعين شمس وفاك وشـك زوال
شيعتها بدم الجفـون وكابـدت
في إثرها عينـاي سهـد ليـال
ومشى اليقين إلي بعـد تشكـك
في القلب هيـج همسـه بلبالـي
ورأيت كيف خدعت فيك وطالما
خدع الظماء ببارق الأوشـال
فرجعت للظماء الذي هو قاتلـي
بعد الفـراق وخيبـة الآمـال
ومن العجائب أن أجيئك عاتبـا
أتراك تصغـي ساعـة لمقالـي
هي منية عرضت لقلب قد سـلا
عـن وده لمـا رآك السـالـي
ولى من الحب الذي ولـى فمـا
لي ناشرا منه الصحائف ما لـي
فلقد طويت براحتيـك كتابـه
ودفنت فيه سوانحـي وخيالـي
//
إلى ذات الوشاح
تسائلني العواذل ما اقتراحـي
وأنت على الزمان مدى اقتراحي
فإن لجوا بعـذل واستطالـوا
فلسـت بسامـع تفنيـد لاح
أما علموا بأني منـك مضنـى
وأن القلب مني غيـر صاحـي
وأني أنهـل الذكـرى مدامـا
أعل بها مسائـي أو صباحـي
فهل ترك الغـرام بـي اقتـدارا
على هجريك يا ذات الوشـاح
وهل ترك المدلـة مـن سبيـل
إلى النسيان أو للحـب مـاح
فطيبي واهنأي فالقلب حصـن
يحصنه القـوي مـن السـلاح
فإني في هواك وجدت سقمـي
كما أني لقيـت بـه ارتياحـي
ففي نظراتك الحيـرى عذابـي
وفيها سر برءي من جراحـي
وفـي لقيـاك آمـال كبـار
فأنت من الدنى كأسي وراحـي
//
تمنيتك البارح
تمنيتك البارح على هجعـة العربـان
أبسهر معك في نور اخوك القمر ساعه
لعلك ترد الروح للعاشـق الولهـان
قليل العزا روحه من البعـد ملتاعـه
ملكته زمامي بإختياري وأنا الكسبان
على ماتبي مملوك بالسمع والطاعـه
أنا عبدك اللي جاك ماسقت فيه أثمان
ملكتـه بسـودٍ لممشقيـن قطاعـه
تخيَّرت جدة منزلٍ لي مع الأوطـان
على شانكم ياريف قلبـي ومرباعـه
زعرنا بحور الحب في ملتقى الخلجـان
على ساحل أبحر يوم الأيـام جماعـه
نبت وانتثر زهره على ناعم الشطآن
عليه القلوب بجنـة الحـب رتاعـه
//
طبع الليالي
جلسةٍ ماهو معـي ماعليهـا خانـه
كيف ابستانس وهو ماتشوفـه عينـي
مير هلي الدمـع ياعينـي الولهانـه
يوم حال اللآل بين الحبيب وبينـي
الليالـي طبعهـا دايـم خـوانـه
عـادة الايـام تفريـقـه الاثنيـنـي
عفت كل البيض والسمر انا من شانه
والبلى كانه عقب غيبتـي ناسينـي
//
حبيبي الغالي
حبيبي الغالـي تجرعـت فرقـاه
بالله وش خليـت لـي يازمانـي
مالي جـدا الا اتبـع الاه بـالاه
ماهيب من حلقي من اقصى المحاني
نار سرت بالدم والعظم تصـلاه
عن وصفها ياناس يعجز لسانـي
لاعاد يوم مد لـي فيـه يمنـاه
واقفي ووقف ولد بالعيـن ثانـي
الصاحب اللي ماتعـدد مزايـاه
عديم وصف وكامـل بالمعانـي
خليت روحي اغبر القلب تقفـاه
ترعى حبيبي عن عوادى زمانـي
دام التراب تراب ماوالله انسـاه
على هداه مقيـم هـذا مكانـي
//
ردوا سهام الجفون
ردوا سهام الجفـونِ
عن قلبي المسكيـنِ
لا توقظوها جراحـا
أغفى عليها حنينـي
ولا تعيـدو عذابـي
ولا تزيدوا شجونـي
فقد بذلـت شبابـي
ضحيـة للعـيـونِ
أما رحمتـم حطامـا
ناداكـم بالأنـيـنِ
مروعـات خطـاه
بين المنى والظنـونِ
يرجو ويخشى هواكم
ما بين حين وحيـنِ
ويبسم الثغـر منـه
على فـؤاد حزيـنِ
فإن رأيتـم عليـه
مذلـة المستكـيـنِ
تبينـوهـا فـإنـي
غير الدليـل المهيـنِ
وإنمـا هـو حبـي
أفضى بسري المصونِ
فلتسمعـوه نشيـدا
مجـدد التلحـيـنِ
في صمتـه ولغـاه
أثـارة مـن فتـونِ
وفي لحاظـي دليـل
على أساي الدفيـنِ
كتمتـه وغرامـي
باد كصبـح مبيـنِ
يراه كـل البرايـا
في خفـة المستهيـنِ
مخـاطـرا بحـيـاة
ملأى بشتى الفنـونِ
فإن أردتـم بقائـي
ردوا سهام الجفـونِ
//
أرخصتني
رضيت لي هون القـدر والمذلـه
وارخصتني وانا مع الناس مغليك
وطاوعت في اربوع قل لي وقل له
عدوانى اللـي طايلتهـم حسانيـك
مبنى الغرام اللـي نعمنـا بظلـه
من عشرة اعـوامٍ هدمتـه بياديـك
قمت تعاتبني علـى غيـر زلـه
ومن اول حبي عن العيب معميك
سيف الجفا يبرق بيمنـاك سلـه
تهوبني به يوم كثرت طواريـك
خلك بعيد هو لـك الكـل كلـه
حسيبك اللي بالفعايل يجازيـك
//
سلى القلب
سلى القلب عنكم وانت ماتحسبه يسلى
الى شاف ماعافه سلى حب خلانـه
قليتـه بنـار الغـدر وتحـرك المقـلـى
تلذذ بشوفه يحتـرق فـوق نيرانـه
سنين وانا مخلص ودورت لك لك بدلا
ودادٍ مضـى ملكتنـي بــه بريعـانـه
تجرعت كاس الصبر مرٍ علـى مهـلا
لعل الصبر يوريك خطتـك غلطانـه
خلافي معك ابيك تعلي عن السفلـي
وأبي سيرتك في الناس بالحمد مليانـه
الى شفت مارجي فيك من سيرة مثلي
تقلب طعـم المـوت والنفـس فرحانـه
ولـك وياللهول ارخصـت مايغلـي
بذلي وذلي دست حبك على شأنـه
ترفعت عن ماردك مااعاد لـي مدلـي
اعاف القراح الي سفـى فيـه معطانـه
مثيلك يعيش بخير مع لابـةٍ خبلـي
موازينهـم بالعـرف تشبـه لميزانـه
تحسف الي ماذقت ما انت لـه اهـلا
يجي يومك اللي ماتحسب حسبانـه
//
عتاب
لما نظرت إلـي أمـس مشيحـة
بين الجموع بلحظـك المرتـاب
وجرت على شفتيك بسمة حائر
ما بين شبه رضا وشبـه عتـاب
أبصرت في عينيك عمري كلـه
وعرفت أني قد أضعـت شبابـي
ورأيت نفسي في الحياة وضيعهـا
أشكو إغترابي في ندي صحابـي
وهتفت بي:من أنت؟ لما أنكـرت
عيناي شخصي وهو غض إهاب
ولقيتني ألقى الـورى وكأننـي
منهم على وهم ولمـع سـراب
وسمعت قلبي في الضلوع معاتبـي
بوجيبه يـا صفـوة الأحبـاب
ولمست في الأجفان وكف مدامعي
كالجـدول المترقـرق المنسـاب
ورجعت للمحراب أنشد عزلتـي
لكن خيالك كـان فـي محرابـي
أين المفر ومنك ثم إليـك مـا
أسعى وما بي في غرامك ما بـي
عطني وعد
عطني وعد واخلف ولاتودع الياس
يقضي على نفسي بقطعت رجاهـا
يامن ملكني قبل زينه بالاحسـاس
ورجل عن النقود تقصـر خطاهـا
ياقبلة القلب المعنـى مـع النـاس
لاجيت اديره حاص غصب ونصاها
حبك نشعني من مواطـي للـراس
يامصدر الشكـوى و يامنتهاهـا
جري مجاري الدم من غير مقيـاس
ما باقـي بـي جارحـه ماملاهـا
خفيف روح ولو على زبـدةٍ داس
قدمك سلمت وكن عرشك عداها
//
في روضة الهوى
قد ساءلت من أنت؟ قلت أنا الذي
قضيت عمري-مدنفا- أهـواكِ
وأطعت عيني-في الغرام- وخافقي
أقضي الليالي السود فـي نجـواكِ
أرنو إليك-على بعادك- مثلمـا
يرنو الحزيـن لساطـع الأفـلاكِ
وأبث للنجـم المسهـد لوعتـي
يا ليتني-بعـد النـوى- ألقـاكِ
ما كنت أؤمن بالعيـون وفعلهـا
حتى دهتني فـي الهـوى عينـاكِ
الحسن قـد ولاك حقـا عرشـه
فتحكمي في قلب مـن يهـواكِ
قلبي كما تبغيـن إلـف صبابـة
قـد مـل كـل خريـدة إلاكِ
بالله يا أملـي الحبيـب ترفقـي
إني وربك فـي الهـوى مضنـاكِ
فرنت إلـي وقـد تألـق لحظهـا
أفديـه مـن لحـظ رنـا فتـاكِ
ونضت عن الوجه الوسيم وتمتمت
يا روحه الظمـأى علـي رواكِ
وتعانق الروحان في روض الهـوى
فثملت حتى غبت عن إدراكـي
//
حب وشك
قضيت على حبي قضيت علـى ودي
وانت التي قد كنت أوري بها زنـدي
شككت باخلاصي فعكرت صفونـا
كما ارتبت في حب ترعرع في مهـدي
فآثرت أن تقضي على الحب والهـوى
بما جئت من شك وما شئت من بعـد
تريديـن منـي أن أبــوح بحبـنـا
وأبدي الذي قد كنت أخفي ولا أبدي
ولست بمن يرضـى لليـلاه بالخنـا
ولا بانخداع بالسـراب مـن الوعـد
فلـي شيمـة تأبـى علـي خداعهـا
إذا ما استجاش القلب تبصرني جنـدي
ولي من غرامـي مـا يقـدس حبهـا
ولي من وفائي مـا يذكرنـي عهـدي
إذا ما احتواني الليل أبديـت لوعتـي
ويعلمها نجم رقيـب علـى سهـدي
أناجيـه والآلام تفـري حشاشـتـي
بما يعتريني مـن غـرام ومـن وجـد
فـلا تظلمينـي بالـمـلام فإنـنـي
كفيل بحمل العبء عبء الهوى وحدي
وفارقـت مغنـاك الـذي تعهدينـه
وإن كان في مغناك يا غادتـي سعـدي
وأخفيت في الأحشاء نـار صبابتـي
وإن كان هذا موردي ظلمـة اللحـد
فما بعد هذا الشـك حـب مؤمـل
ولا بعد هذا الشك في الوصل ما يجدي
//
ثورة خيال
قلت أهواك وعن دنياك بالحـب شغلـت
وبودي لو تحدث إلى الدنيا بحبـي وأطلـت
هل سمعت اللحن من قلبي ينسـاب لقلبـي
ثم يرتد فيـروي لـك مـا قصـة حبـي
هل رأت عيناك في الصحو وفي بعض السهادِ
صور البعد الذي أذكى خيالـي وفـؤادي
هل سمت بالوهم دنياك إلى حيث وجـودي
وتوهمت على البعد رضائـي وصـدودي
هل أداري الألم العاصف في قلبـي بصبـري
أم أبوح اليوم بالسر وهـل يجهـل سـري
//
على ضفاف النيل
كلما قلت على الذكرى سلام
هتفت بالقلـب أيـام خـوال
لم تدم لي يا حبيبي غير ذكـرى
ليت شعري هل أرى تلك المجالي؟
قد تراءت لي على بعـد المـدى
ما أحيلاهـا إذا مـرت ببالـي!
يا لذكرى القلـب أيـام لقـا
كل مـا فيهـا نعيـم لخيالـي
يا حبيبي! هل نسيت الأمس لمـا
كنت نجمي بين سمـار الليالـي
وضفاف النيل مهـوى حبنـا
وعلى شطيه ساعات الوصـال
حين ترنو لـي بطـرف ساحـر
ورنت عيني بقلب غيـر خالـي
ليتني والبعـد يفـري خافقـي
بالذي لاقيت من ذات الجمـال
أعـرف الحـب هنيئـا طيبـا
لا أجافيـه لغـدر أو مـطـال
يا حبيبي! بالذي آتـاك حسنـا
يأسر القلـب بألـوان الـدلال
ارع حبـي ذاكــرا أيامـنـا
فعلى ذكـراك للعهـد اتكالـي
//
لاتعاتبني
لا تعاتبني ترى عـذري وسيـع
ما تقصـدك بصـدي والجفـا
لو بغيت الصد قلبي مـا يطيـع
ما ضرى بالغدر ضـارٍ بالوفـا
مير تمنعني ظروفي وما ستطيـع
آتخطاهـا وعالـم مـا خفـى
من ليالي البعد خفاقـي وجيـع
ادعي له يا نور عينـي بالشفـاا
عبدكم في حبكم واسمع واطيع
يمتـي يمـك وللغيـر القـفـاا
يوم سعدي يوم يجمعنـا جميـع
حبنا اللي فوق احلا مـه غفـاا
لا لا تشك ارجوك ذا شي فضيع
لا لا تخلينـي اقـول افـا افـا