كبرياء أنثى ≃≃≃≃≃
رقم العضوية : : 3 عدد المساهمات : 510 نقاط : 11188 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 19/05/2011
| موضوع: الشاعر عبدالله الكايد لقاء مع الجريده كونوا معنا الجمعة يوليو 15, 2011 4:58 am | |
| ماذا تركت حواري مكة في ذاكرته؟! آهاتٍ وحمامة سلام تتكسر على أجنحتها «أوزان» الخليل... حدَّثني أكثر عن ذلك الصبي، ثم أنشد قائلاً:كان طفل يتهجّا حِلم عُمْره. وشافأجمل العمر، (بيتٍ) في الخيال انشطَبْيمكن يكون بحرٍ ما لـ باله ضفافويمكن يكون شعر بـ ضفته مـ انكتَبْإنه ضيفنا عبدالله الكايد.• الشعر الشعبي والرواية... أيهما يخدم الآخر؟- في الحقيقة، إن الرواية فنٌ حديث دخل على المجتمع العربي , لذلك فإنها هي التي خدمت الشعر، ومازالت ترضعه من ثديها, وكان تأثيرها واضح وجليّ على الأدب بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام في تكوينه المعرفي والثقافي، من خلال تعدد قراءاته وانفتاحه على العالم الآخر، بكل ما يحمل من تطلعات وهموم مشتركة.• بأي شكل يتناول الشعراء الرواية؟ على أنها أدب ثقافي أم ترف أدبي؟- ما يعنيني في هذا الأمر هو المخرجات. فالمخرجات هي التي تحدد نوع تعاطي الشعراء للرواية والأدب بشكل عام.• كيف؟- من خلال أبعاد مدارك الشاعر واتساع أفقه، وهذه تتشكل من خلال المفردة التي تحمل فكرتها والفكرة التي تشكل صورتها، فالمسألة هنا تكاملية كليّة لا نستطيع فصلها. وهناك أمر كنت أريد الحديث عنه منذ فترةٍ من الزمن، وبهذا السؤال سأنتهز الفرصة للحديث عنه. إن للنصوص 'أرواحاً'. فمن يستطيع أن يخبرني من أين أتت هذه الأرواح التي نشعر بها لحظة قراءتنا لبعض النصوص الشعرية لأسماء بعينها؟ لو سألت الشعراء أنفسهم ما وجدت لديهم إجابة، لأن الروح هذه من الله وهبهم إياها، ولا أقول لهم إلا أن يحمدوا الله على هذه الهبة... وأتعجب حقيقة من النقّاد الذين يجرّدون المكان من روحه ويبدأون في محاكمته كـ 'إنسان ميّت'!• الشاعر يستطيع أن يحرر نصه من جغرافيا المكان... فما الكيفية؟_ - صحيح أن مهمة الشاعر أو المبدع بشكل عام هي مهمة لاستنطاق الآتي المجهول من وجهة نظري التي مازلت أُؤمن بها، ولكن 'قيد الجغرافيا حريّة للمكان والزمان' داخل النص , وفي أحايين كثيرة أرى أن الأدب ما هو إلا إخلاص للزمان والمكان الذي ننطلق منه باتجاه الغد المأمول والوطن الأكثر رحابة والأمن الذي نفتقده كثيراً داخل أنفسنا.• الشعر الشعبي أدب أم فن؟- اسمح لي هنا أن أعترض على مصطلح 'الشعر الشعبي' لأنه حتى الشعر العربي الفصيح ممكن أن يسمّى شعبيا، فبإمكاني القول إن نزار قبّاني شاعر شعبي، نظراً لشعبيته في العالم العربي، والمتنبي أيضاً شاعر شعبي , وبالمناسبة أريد أن أقول شيئاً عن نزار , نزار قبّاني لم يقرأ بالطريقة الصحيحة، خصوصاً ممن يدعون أنهم من جماهيره , لأن نزار لم يكن في يوم من الأيام شاعراً للمرأة (الجسد) كما يدّعون وأنا مؤمن أن الأنثى في شعر نزار لم تكن سوى (الوطن) الجميل الذي يحلم به. واسمح لي أن نستبدل الشعر الشعبي هنا بالشعر 'المحكي'.وبالعودة للسؤال، فإن الشعر المحكي فن من خلال طريقة التعاطي معه، كل على قدر ما آتاه الله من موهبة ووعي ومعاناة. فالشعر فن من خلال الأدوات التي يستخدمها الشاعر في كتابته، وهذا الفن يصب في مصلحة الأدب بشكل عام. كالمقال والقصة والرواية والكتابة المسرحية.•وطن الشاعر الأرض أم الخيال؟- ما يزال الشاعر يستوطن الشارع المؤدي إلى وطنه، فهو يلتمس الطريق إلى الوطن الآن في كل الطرقات حتى في 'وجوه الناس' التي يمرّ بها ساهياً، ويظن آثماً أن بها وطنا أو على الأقل نافذة للمرور، لذلك فالوطن الوهمي الذي يبحث عنه يا أخي لا تتعجب إن رأيت شاعراً يبحث عنه بين حرفين!• استقرار الشاعر يعني موته، وغربته تعني استمرارية حياته... ما تقول في هذه العبارة؟- دعنا نأخذ الاستقرار من جهة اخرى، وهو 'استقرار التجربة' الخاص عادة بالبيئة, في حال اتفقنا على أنه لا يوجد شاعر مستقر 'نفسياً'، ولكن بالتأكيد ستجد شاعرا مستقرا من حيث التجربة، واسمح لي بالحديث هنا عن شاعرين من أهم الشعراء الخليجيين، بل العرب كافة في كتابة القصيدة المحكية في عصرنا الحالي، ونقيس عليهما مسألة الاستقرار من حيث التجربة. لنبدأ مع المدرسة الأولى، وهو الأستاذ الشاعر 'الحميدي الثقفي' والمتتبع لتجربة هذا الشاعر سيلاحظ ويكتشف أن هناك شبه منهجية واضحة يسير عليها هذا الشاعر بخطى واثقة وثابتة ثباتاً تصاعدياً , وفي اعتقادي فإن المسألة تعود هنا إلى الاستقرار البيئي الذي يعيشه الشاعر ويتنقل من خلاله من ركن إلى ركن آخر داخل محيط نفس البيئة 'الحجازية', وهذا ما ساعد على تأصيل مدرسته الشعرية وخروج الكثير من الشعراء، خصوصاً في الحجاز من تحت عباءة هذا الرجل، وهم شعراء معروفون ومتأكد أنهم سيكون لهم تأثيرهم الخاص مع تقادم الزمن للانفراد بتجربة جديدة مؤثرة أيضاً.والتجربة الخطيرة الأخرى هي تجربة المدرسة 'فهد عافت' وتأثير عدم استقراره على شعره، والمتابع يعلم جيداً كثرة انتقالات فهد عافت في المرحلة الخطيرة التي تتشكل فيها تجربته، عاش متنقلاً ما بين الكويت إلى قطر، ومن قطر إلى السعودية ومن السعودية إلى الإمارات، ومن ثم العودة إلى السعودية على مراحل زمنية مختلفة، خرج من خلالها بنصوص عظيمة جداً، إلا أنه مدرسة لم تتأصل كسابقه. فانتقالاته الجغرافية المتكررة جعلت هناك تباينا تصاعدياً غير ثابت في كتابته للشعر، وهذا ما يقوله المنطق، وهذا التباين في نصوصه جعل من الصعب الإمساك بفهد عافت وبتجربته، لذلك كان من الصعب أن تتأصل مدرسته الشعرية العظيمة. اعتقادي أن الشاعر يهرب من كل شيء حتى من الاستقرار النفسي الذي ينشده, وما إن يحصل عليه حتى يشعر معه بأنه قيد ويقوم بكسره لينفذ مرة أخرى.• هل مازال عبدالله الكايد يكتب لأنثى غير موجودة؟- اسأل عرّاب النقد الحديث الأستاذ محمد مهاوش الظفيري، ففي قراءةٍ له تحدث فيها عن المرأة في نصوص عبدالله الكايد، وقد أعجبني في رؤيته التحليلية عن الأنثى في حياتي، حيث قال: 'الشاعر عبدالله الكايد لا يكتب لامرأة معينة في الغالب. بل يكتب لأنثى تعيش فيه, تسكن بين ضلوعه, وتقاسمه خياله, لهذا يتعامل معها بتبتل وطهر, يرى من خلالها أمه, ويتنفس عن طريقها عبق الطبيعة. هذه المرأة المسافرة في نصوصه لا أظن أنه سيراها في يوم من الأيام, لأنها تعيش في عالم المُثُل, لا عالم المحسوسات, لهذا تجيء ممزوجة بكل شيء جميل ونقي في هذا العالم, بعيداً عن شرور الناس وخياناتهم'. | |
|